بب كبش العيد هذه السنة لمن إستطاع اليه سبيلا …. غالي بزاف

 شهدت مختلف أسواق الماشية عبر ولايات الوطن، ارتفاعًا كَبِيرًا فِي أسعار الكباش قبيل عيد الأضحى الَّذِي تفصلنا عَنْهُ أيام قليلة، فقد سجلت الجزائر العاصمة خِلَالَ هَذِهِ الفترة أرقاما قياسية من حَيْتُ أسعار الأضاحي، حَيْتُ تراوح سعر الكبش متوسط الحجم بَيْنَ 60.000 دج و 90.000 دج، الأمر الَّذِي أثار استنكار مواطنين و اعتبروه مبالغا فِيهِ. وَعَلَى الرغم من بدء العد التنازلي للعيد، لَا يزال العديد من المواطنين فِي رحلة بحث للظفر بأضحية بأسعار معقولة تتلاءم مَعَ قدرتهم الشرائية، إلَّا أن حمى ارتفاع الأسعار لَا تَزَالُ مستمرة، فقد تجاوزت أسعار الكباش كبيرة الحجم قيمة 10 ملايين سنتيم.

وَقَد أثارت الأسعار الخيالية المفروضة فِي الأسواق، وَخَاصَّةً فِي العاصمة، جدلاً واسعًا، وأصبحت حديث الناس فِي هَذِهِ الأيام الَّتِي يستعدون فِيهَا العائلات لاقتناء أضاحي العيد، و يواجه العديد من المواطنين صعوبة فِي تأمين ثمن الأضحية هَذَا العام.

وَحَسَبَ المَعْلُومَات المتوفرة إِلَى أَنَّ هُنَاكَ كباشا عادية أَوْ متوسطة الحجم تجاوزت قيمتها 6 ملايين، ووفقا للانطباعات العامة، يُعتبر سعر هَذَا الموسم قياسيا ومرتفعا، ويتجاوز جميع التوقعات مقارنة بأسعار الأعوام السابقة.

الموالون يتحججون بالجفاف وغلاء سعر الأعلاف لرفع أسعار المواشي

أرجع العديد من الموالين ومربي المواشي من مختلف ولايات الوطن أن سبب ارتفاع أسعار المواشي هَذَا العام إِلَى التحديات الَّتِي يواجهونها بِسَبَبِ الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف،إِذْ يقولون أن الجفاف الَّذِي تعرضت لَهُ المناطق الزراعية أَدَّى إِلَى نقص فِي إنتاج العلف الطبيعي المتاح لتغذية المواشي، هَذَا يَعْنِي أَنَّهُمْ اضطروا إِلَى الاعتماد عَلَى شراء الأعلاف من السوق بأسعار مرتفعة جدًا، مِمَّا يزيد من تكاليف تربية الماشية بِشَكْل کَبِير.

وَكَانَت وِزَارَة الفلاحة، فندت كل التصريحات الَّتِي تتحدث عَنْ ارتفاع أسعار مواد تغذية الأنعام، مؤكدة أن مواد تغذية الأنعام تعرف استقرارا كَبِيرًا فِي الأسعار، وَكُل تصريح مخالف مِنْ طَرَفِ الوسطاء والمضاربين ليس لَهُ أي أساس من الصحة.

وَأَشَارَتْ الوزارة إِلَى أَنَّهَا وضعت مِنْ خِلَالِ الديوان الوطني لتغذية الأنعام “أوناب” 88 نقطة بيع موزعة عَلَى المُسْتَوَى الوطني، لِفَائِدَةِ الموالين والمربيين و”بأسعار محددة”.

السماسرة وتجار المناسبات يتلاعبون بأسعار الماشية  

وَمِنْ جهة أُخْرَى أرجع المواطنين ارتفاع أسعار المواشي أيضًا إِلَى السماسرة وتجار المناسبات اللَّذِينَ يتلاعبون بأسعار الماشية، حَيْتُ يقتنونها من أصحابها بأسعار معقولة قبل عيد الأضحى، ثُمَّ يقومون بإعادة بيعها بأسعار مبالغ فِيهَا لِتَحْقِيقِ أرباح خيالية، ويبقى المواطن البسيط هُوَ الضحية فِي هَذَا السيناريو، حَيْتُ يجد نفسه غير قادر عَلَى شراء الماشية بأسعار معقولة ومناسبة لقدرته الشرائية.

 

بِسَبَبِ الارتفاع الجنوني لسعر الأضحية

المسيليون يؤجلون شراء الأضحية إِلَى الأيام الأخيرة للعيد

يجد المسيليون هَذِهِ الأيام صعوبة فِي اقتناء أضحية العيد لِهَذَا العام بِسَبَبِ الارتفاع الملحوظ الَّذِي عرفته أسواق الماشية فِي الأسابيع القليلة الماضية إن لَمْ نقل قبل شهر رمضان الكريم وَالَّذِي أرجعه الموالون ومربو المواشي للجفاف وغلاء الأعلاف .المسعود،ع مربي مواشي وَخِلاَلَ كلمته لـ”أخبار الوطن” أَكَّدَ عَلَى أن السبب الرئيس لارتفاع سعر الأضحية يعود بالأساس للجفاف الَّذِي ضرب منطقة الحضنة خاصة وَأَن السماء شحت مُنْذُ مَا يقارب الـ 08 أشهر وَالبِتَّالِي نقص الكلأ المر الَّذِي يحتم عَلَى الموال البحث عَنْ مَا يسد بِهِ رمق المواشي  أي مصاريف إضافية تضاف لتكلفة الأضحية .مِنْ جِهَتِهِ الحسين ،م لَمْ يخف معاناته لِهَذَا العام عكس السنوات الماضية فِي رحلة البحث عَنْ الأعلاف لماشيته الَّتِي عرف سعرها ارتفاعا رهيبا هَذَا إن وجدت طبعا كالنخالة والشعير العلفي

فِي سوقي سيدي عيسى وعين الحجل والسويد وَهِيَ من الأسواق الَّتِي تعرف دخول الكثير من رؤوس الماشية أَكَّدَ لنا الكثير من تجار الماشية والمربين عَلَى أن الكثير من المواطنين لَمْ يشتروا لحد الآن أضاحيهم بِسَبَبِ غلائها حَيْتُ يؤكد نورالدين وعثمان عَلَى أن سعر الأضحية لِهَذَا العام عرفت ارتفاعا مقارنة بالعام الماضي بنسبة بلغت 50 فِي فسعر الخروف قفز من 40000دج فِي العام الماضي إِلَى 60000دج .

تبسة: السماسرة والوسطاء يلهبون أسعار  المواشي

عرفت شعبة تربية المواشي فِي ولاية تبسة خِلَالَ السنوات الأخيرة، تراجعا كَبِيرًا فِي عدد الرؤوس ،  الأمر الَّذِي انعكس سلبا عَلَى أسعار اللحوم و حَتَّى أسعار الأضاحي المخصصة للنحر تزامنا و اقتراب عيد الأضحى المبارك،   وَحَسَبَ مَا أجمع بِهِ أهل الخبرة من موالين وفلاحين بسوق الماشية ببلدية الشريعة ، وَالَّذِي يعتبر ثالث أكبر سوق فِي الوطن، أن المواطنين وإلى غاية كتابة هَذِهِ الأسطر فِي عزوف  کَبِير عَنْ شراء الأضاحي بِسَبَبِ  تواصل ارتفاع الأسعار وهذا يعود لِعِدَّةِ أسباب، انطلاقا مِنْ أَهَمِّ عنصر وَهُوَ تراجع الثروة الحيوانية ممثلة فِي عدد رؤوس الماشية بأنواعها و  حَتَّى الغلاء والمضاربة فِي الأعلاف مقارنة بالسعر المتداول من قبل وَالَّتِي تعود بدورها إِلَى العوامل الطبيعية و حالة الجفاف الَّذِي حط بالولاية مُنْذُ سنوات طويلة وهطول الأمطار فِي وقت متأخر مِمَّا أثّر سلبا عَلَى وفرة الكلأ والأعلاف، وَهُوَ مَا جعل المئات من المربيين فِي عجز عَنْ تَوْفِير  التكاليف  المؤدية لَا محالة إِلَى التخلي عَنْ نشاط تربية الماشية.

وبالرغم من تراجع نسبة تهريب المواشي نَحْوَ الشقيقة تونس، إلَّا أَنَّهُ يبقى مِنْ بَيْنِ الأسباب الكبرى فِي تراجع الثروة الحيوانية فِي الولاية وارتفاع الأسعار، حَيْتُ أَكَّدَ مختصون لأخبار الوطن، تواصل طلب التونسيين خِلَالَ الأيام الأخيرة قبل العيد عَلَى السلالة المحلية للأغنام، بالنظر إِلَى أَنَّهَا كَانَت فِي وقت سابق تصل سلالة “الدرمون” من الماشية إِلَى المطاعم الأوروبية عبر تونس باعتبارها من أجود أنواع اللحوم الحمراء.

وَفِي ذات السياق، فَإِنَّ منع ذبح الأنثى وانتشار تجارة السماسرة والوسطاء بَيْنَ الموالين والمستهلك، هُوَ نقطة أُخْرَى تصب فِي زيادة لهيب الأسعار خاصة خلل هَذِهِ الفترة، لترتفع بِذَلِكَ الأضحية بنسبة تَتَرَاوَحُ بَيْنَ 50 و 100 فِي المِئَةِ مقارنة بالسنة الماضية، لذلك نجد اليوم عدد کَبِير من المُوَظَّفِينَ فِي رحلة حج نَحْوَ المناطق الفلاحية والأرياف لشراء أضاحي العيد مباشرة بَعِيدًا عَنْ كل أشكال الوساطة أملا فِي إيجاد أسعار أقل مِمَّا عَلَيْهِ فِي السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *