بلومي يفضح المتورطين في غيابه عن كأس افريقيا 1990 بالجزائر

بلومي يفضح المتورطين في غيابه عن كأس افريقيا 1990 بالجزائر

يعد غياب الدَّوْلِي السابق لخضر بلومي عَنْ نهائيات “كَانَ 90” بالجزائر من أكثر القضايا الَّتِي أثارت الجدل فِي الشارع الرياضي الجزائري، خاصة وَأَن هُنَاكَ شبه إجماع بأحقية فنان الميادين بحضور هَذِهِ المنافسة حَتَّى ينهي مسيرته الدولية من الباب الواسع.

إلَّا أن الكثير من العوامل تسببت فِي غياب أَوْ تغييب بلومي عَنْ تِلْكَ المنافسة الَّتِي عرفت أول تتويج قاري للمنتخب الوطني بعد طول انتظار.

وَإِذَا كَانَ لخضر بلومي فِي تصريحات صحفية وجلسات فِي عديد البلاطوهات قَد اتهم المدرب كرمالي وبعض اللاعبين بالتآمر عَلَيْهِ حَتَّى لَا يكون ضمن القائمة، ملمحا أساسا إِلَى المرحوم كرمالي وقائد التشكيلة رابح ماجر.

إلَّا أن هَذِهِ التهمة لَمْ يستسغها بعض القدامى، من ذَلِكَ المدافع السابق عبد الحكيم سرار الَّذِي كَانَ قَد أَكَّدَ فِي تصريحات بحضور بلومي بان أغلب اللاعبين لَمْ يكن لَهُمْ ثقلهم فِي التعداد حَتَّى يتآمروا بِهَذِهِ الطريقة.

كَمَا أن أغلب الأَسْمَاء لَهَا علاقة جيدة مَعَ بلومي حَسَبَ سرار دائما، إلَّا أن بلومي بقي مقتنعا بِأَنَّ غيابه عَنْ “كَانَ 90” كَانَ بإيعاز من المدرب وبعض اللاعبين.

وبعيدا عَنْ العوامل الَّتِي تسببت فِي غياب أَوْ تغييب بلومي عَنْ العرس القاري ربيع العام 1990، فقد مر هَذَا الأَخِير بظروف صعبة مُنْذُ إياب فاصلة مونديال 90 أَمَامَ مصر بالقاهرة يوم 17 نوفمبر 1989.

حين اتهم بالاعتداء عَلَى طبيب مصري، مَا جعله يعيش ضغطا أثر فِي معنوياته، حَتَّى انه صرح باعتزال المنتخب الوطني مباشرة بعد العودة من رحلة القاهرة عَلَى وقع الهزيمة بهدف لصفر، مَا تسبب فِي غياب “الخضر” عَنْ عرس روما المونديالي.

وكَذَلِكَ التهم الموجهة لَهُ من المصريين، مصحوبة بدعوة قضائية ببعد دولي (الانتربول).

وَقَد وقف المدرب الراحل كرمالي عَلَى تشتت بلومي من الناحية الذهنية وتأثره من الناحية المعنوية، حَتَّى أَنَّهُ طلب مِنْهُ الإعفاء لمدة معينة، لتمر الأيام والتربصات، وبرمجت عديد المباريات الودية فِي غياب بلومي، وهذا قبل أسابيع قليلة عَنْ عرس “الكان”، ليجد بلومي نفسه خارج القائمة.

وهذا نتيجة عدة عوامل متداخلة، وَفِي مقدمة ذَلِكَ الشق الفني، بَعْدَمَا فكر كرمالي طويلا قبل أن أصعب قرار وَهُوَ شطب اسم بلومي، وهذا رغم علمه بخطورة المجازفة فِي اتخاذ مثل هَذَا القرار، بالنظر إِلَى ثقل اللاعب من الناحية الفنية والشعبية.

وفضل كرمالي بِذَلِكَ توليفة تمَّ فِيهَا الاعتماد عَلَى لاعبين رآهم الأفضل جاهزية وتجاوبا مَعَ خياراته الفنية، بِمَا فِي ذَلِكَ أسماء تعرضت لعقوبات حرمتها من المشاركة مَعَ أنديتها فِي البطولة، مثل سرار وصايب وراحم، وكَذَلِكَ عماني الَّذِي كَانَت لَهُ مشاكل خِلَالَ تجربته الاحترافية.

إلَّا أن هَذِهِ الأَسْمَاء قدمت مَا عَلَيْهَا رفقة بقية اللاعبين المحترفين والمحليين، فِي صورة ماجر ومناد وشريف الوزاني والمغترب شريف وجاني والبقية.

وَإِذَا كَانَ لخضر بلومي فِي كل مرة يصف مَا حدث لَهُ بالمؤامرة، وَهُوَ أسوأ ذكرى فِي حياته، إلَّا أن المتتبع لتفاصيل القضية فِي سياقها ومختلف حيثياتها يجد بِأَنَّ هُنَاكَ تداخلا وتشعبا فِي العوامل وَحَتَّى الخلفيات الَّتِي تسببت فِي غيابه أَوْ تغييبه عَنْ عرس “الكان”.

وهذا بصرف النظر عَنْ نظرية المؤامرة، خاصة وَأَن بلومي مر بظروف صعبة بعد مباراة مصر يوم 17 نوفمبر 1989، ناهيك عَنْ طلبه الإعفاء مؤقتا من كرمالي.

وملاحقته مِنْ طَرَفِ القضاء المصري، وكَذَلِكَ خسارته اللقب القاري للأندية البطلة مَعَ مولودية وهران ضد الرجاء البيضاوي فِي عقر الديار.

لكن وبعيدا عَنْ كل هَذَا وذاك إلَّا أن الكثير يجمع بان ملك المساحات الخضراء يستحق المشاركة فِي “كَانَ 90” حَتَّى ينهي مسيرته الدولية من أوسع الأبواب.

وَهُوَ الَّذِي أصر عَلَى مواصلة اللعب فِي البطولة حَتَّى الأربعين، قبل أن يودع الميادين مَعَ نهاية التسعينيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *