تحضير نص التجديد في المديح والهجاء للسنة الاولى ثانوي اداب

تحضير نص التجديد فِي المديح والهجاء للسنة الأُوْلَى ثانوي اداب

النص التواصلي: التجديد فِي المديح و الهجاء

التجديد فِي المديح و الهجاء لدكتور شوقي ضيفعرف فنا المديح و الهجاء تطورا ملحوظا فِي العصر الأموي جراء الحظوة الَّتِي لقيها، الشعراء فِي بلاط الخلفاء من جهة، ونتيجة لظهور الأحزاب السياسية من جهة أُخْرَى بِحَيْثُ أَصْبَحَ لِكُلِّ حزب شعراؤه اللَّذِينَ يدافعون و يعلون مِنْ شَأْنِهِ. فما الجديد الَّذِي ميز المديح و الهجاء فِي هَذَا العصر… و من المؤكد أن معاني المديح لَمْ تكن تخطر ببال المقصدين لَهُ فِي الجاهلية فَلَمْ يكونوا يمدحون بالتقي ، و لَا كانوا يصفون ممدوحيهم بأنهم سيوف الله ، و لَا كانوا يذكرون الرشوة ، و لَا الحق و الباطل.و أظننا الآن نستطيع أن نفهم كَيْفَ أن قصيدة المديح تطورت عِنْدَ الشعراء المسلمين أكثر مِمَّا تطورت عِنْدَ المسيحيين من أمثال الأخطل ، لسبب طبيعي ، هُوَ اعتداد الشاعر المسلم بالمثالية الجديدة الَّتِي جاء بِهَا دينه ، فوضعها نصب عينيه فِي مديحه ، و أخذ يثبت لممدوحه الصفات الَّتِي يريدها الإسلام . وَمِنْ هُنَا كَانَت قصيدة المديح عِنْدَ الأخطل عَلَى الرغم من أَنَّهُ نوع فِيهَا و حاول أن يجددها ، فأكثر محافظة و اتصالا بالقديم من قصيدة الفرزدق و غيره من الشعراء المسلين فِي هَذَا العصر .و مهما يكن فَإِنَّ قصيدة المديح ، لَمْ تعد تجري عَلَى النمط القديم أَوْ الأسلوب القديم ـ لِأَنَّ الحياة اختلفت و انتقل العرب إِلَى أقاليم جديدة ، و أسسوا دولة دينية ، تعتنق مثالية جديدة ، و أيضًا فَإِنَّ انطباعات الحياة الخارجية اختلفت ، فَلَمْ يكن فِي العصر الجاهلي ثائرون عَلَى القبيلة يحاربونها من ذات نفسها ، أَمَّا فِي هَذَا العصر فنحن بصدد حياة جديدة ، فِيهَا أخلاقية تستمد من الإيمان بالله و رسله و العمل الصالح ، و فِيهَا دولة يُرِيدُ لقائمون عَلَيْهَا أن يعم العدل بذل الجور و الإيمان بدل الكفر.و أن يستتب الأمن و أن تجتمع الأمة عَلَى كلمة واحدة . و مَعَ ذَلِكَ فهناك ثائرون خوارج كثيرون . و ليس هَذَا فحسب . فَإِنَّ و إِلَى العراق عَلَيْهِ بجانب حرية للخوارج و الثائرين ، أن يبعث بجيوشه إِلَى خراسان ، و الفتح الإسلامي لَا يزال قائما . و كل ذَلِكَ نجده مائلا فِي قصيدة الفرزدق حين يمدح الحجاج أَوْ يمدح غيره من ولاة العراق.و إِذَا تركنا هَؤُلَاءِ الولاة إِلَى الخلفاء نريد أن نعرف كَيْفَ كَانَ يمدحهم الفرزدق كَانَ أول مَا نلاحظه عَلَيْهِ ديوانه ليس فِيهِ مديه لمعاوية و لَا لابنه يزيد ، و أغلب الظن أن الفرزدق لَمْ يمدحهما ، لأنه كَانَ يحمل نفسا متمردة.و جرير يقتدر عَلَى مديح الولاة و من يتصل بِهِمْ من القواد ، كَمَا يقتدر عَلَى مديح الخلفاء و الأمراء . و لَا نرتاب فِي أن كَثِيرًا من المعاني الَّتِي مدح بِهَا عبد الملك و أبناءه و عمر بن عبد العزيز و الحجاج و أقرأنه أصبحت كأنها نجوم ثابتة فِي تَارِيخ قصيدة المديح العربية ، و إِذَا استغلها من بعده شعراء العصر العباسي من مثل بشار و أبي نواس و البحتري و أبي تمام .و لعل فِي هَذَا كله مَا يلفتنا إِلَى أَنَّ الجديد فِي قصيدة المديح الإسلامية لَمْ ينتظر إِلَى العصر العباسي حَتَّى يوجد ، بَلْ أخذ يوجد مُنْذُ هَذَا العصر الأموي عِنْدَ جرير و أمثاله ، ممن ضمنوا قصيدة المديح معاني إسلامية جديدة لَمْ يكن يفكر فِيهَا شاعر العصر الجاهلي لسبب بسيط و هُوَ أَنَّهُ وثنيا و لَمْ يكن هُنَاكَ دولة و لَا خلافة ، و لَا إمامة ، و لَا كتاب ، و لَا سنة ، و لَا نحلة شيعية ، أَوْ أمية . و نرى من ذَلِكَ أن جريرا كَانَ شاعرا أمويا بالمعنى الدقيق لِهَذِهِ الكلمة .وَفِي العصر الأموي أيضًا ظهر الهجاء ظهورا قويا بَعْدَ أَنْ خمدت جذوته فِي صدر الإسلام ، و تولى أمر الهجاء فطاحل الشعراء من أمثال الأخطل و الفرزدق من الهجاء فِي سجل ضخم عرف بالنقائض .و هَكَذَا توسع مجال الهجاء فتناول مآثر العرب فِي الجاهلية و أيامهم و مفاخرهم . و قَد تسامح خلفاء بني أمية مَعَ هَذَا الفن الشعري لأسباب سياسية بِالدَّرَجَةِ الأُوْلَى.بتصرف ” التطور و التجديد فِي الشعر الأموي “

تحضير درس التجديد فِي المديح والهجاء – أكتشف معطيات النّصّ

مَا هِيَ صور الهجاء فِي العصر الجاهلي ؟مَا هِيَ الظروف الَّتِي أدَّتْ إِلَى تنشيط الهجاء فِي العصر الأموي ؟مَا هِيَ العوامل الَّتِي أدَّتْ إِلَى نهضة الهجاء ؟