منهجية تحليل النص والمقارنة بين وثائق مختلفة
سنضع لحضراتكم تحميل منهجية تحليل النص والمقارنة بَيْنَ وثائق مختلفة فِي مقالنا الان.
اهية النصوص التاريخية
النص التاريخي وثيقة تاريخية تساعد عَلَى التركيز حول مضمون حادثة تاريخية معينة، يعرفه الباحث مارسيل رينارد:(بأنه وثيقة مكتوبة شاهدة عَلَى الماضي البشري، بأية لغة كَانَت، شريطة أن تكون أصيلة)، لِأَنَّ الوثيقة عَلَى العموم تشكل المادة الأولية فِي التَارِيخ، أي أَنَّهَا تحمل طابع فترة معينة، وتحليل النص التاريخي يتطلب المام الطالب بمنهجية لَهَا شروطها وضوابطها العلمية فِي بحث الموضوع، وبها يمكن الطالب من الحصول عَلَى مختلف أدوات وآليات البحث والتحليل والإلمام بالتصورات والنضرة الكلية فِي فهم وتفسير وتعديل وتحليل المواضيع التاريخية واكتساب المعرفة التاريخية.
-خطاب أَوْ تصريح لشخصية سياسية أَوْ تاريخية (رَئِيس دولة، وَزِير، زعيم حركة تحريرية) .
-نصوص رسمية دولية (معاهدات، قوانين، مواثيق، قرارات).
-نصوص رسمية وطنية(دساتير، مواثيق).
-مبادئ دولية لمنضمات، لحركات.
-مقالات صحفية، حوارات، وثائق تاريخية أَوْ أرشيفية.
2-كيفية تحليل النصوص التاريخية
أولا:الدراسة الوصفية للنص أَوْ الوثيقة التاريخية (التحليل الظاهري):
ان هَذِهِ الدراسة الابتدائية لَا تقل فِي أهميتها عَنْ الدراسة فِي المرحلة الموالية إِذْ يهتم فِيهَا الدارس أَوْ الباحث بالدراسة الخارجية للوثيقة وَذَلِكَ محاولة مِنْهُ للكشف عَنْ فترة كتابة الحادثة أَوْ الوثيقة وكَذَلِكَ تحقيق صورتها الأصلية عَلَى وجه التحديد، ولإنجاز هَذِهِ الدراسة لَا بُدَّ مِنْ اتباع الخطوط الآتية:
أ. تحديد الإطار الزماني والمكاني للنص:
وَذَلِكَ ليتمكن الدارس من تحديد المَعْلُومَات وتدقيقها ووضعها فِي حيزها الزماني والمكاني. فلكل واقعة بعد زماني يسمى البعد الطــولي
أَوْ العمــودي؛ وبواسطته تركب ضمن حلقة من حلقات الوقائع المتسلسلة خِلَالَ عصر تاريخي أَوْ فترة حضارية عَلَى محور من الزمن.
كَمَا أَنَّ كُلَّ واقعة لَهَا بعد مكاني يطلق عَلَيْهِ البعد العرضي أَوْ الأفقي و نعني بِهِ المحيط الجغرافي أَوْ البيئي للواقعة، وَلَا يعقل أن يجهل المحلل للفترة الزمانية الرقعة الجغرافية للنص الَّذِي يدرسه.
ب. تَعْرِيف الكاتب أَوْ الكتاب:
إن كتابـة التاريـخ تختلـف من مـؤرخ لآخـر، فهناك مؤرخ البلاط، والمؤرخ الهـاوي ، والمؤرخ الأكاديمـــي، ومعرفة حياة الكاتب تكشف لنا الأسبـــاب والظروف الَّتِي دفعته إِلَى الاهتمام بالواقعة والكتابة عنهــا وتفيدنا بمعلومات فِي تحليل النص، كَمَا تهمنا أيضًا الفترة الَّتِي عاش فِيهَا الكاتب وعايش خلالها الواقعة فَضْلًا عَنْ معرفة اتجاهه الإيديولوجي والسياسي والفلسفي لما لَهُ من أهمية فِي تأثير حكمة عَلَى سلوكيات عناصر وأفراد الواقعة التاريخية.
ج. شرح الإعلام والمصطلحات الواردة فِي النص:
وَهِيَ فِي النص الكلمات «المفاتيح» الَّتِي تساعد خِلَالَ تفكيكها الدارس والباحث عَلَى فهم الحادثة التاريخية.
د. طبيعة النص:
ان النص التاريخي يحمل فِي موضوعه بعدا معينا ونعني بِهِ مجال انتماء الواقعة التاريخية فقد يكون النص تاريخيا ذو صبغة سياسية، اقتصادية، ثقافية، عسكرية، دينية…الخ.
ه. عنوان النص «الفكرة العامة»:
يخضع ضبط وتحديد عنوان النص لشرط أساسي هُوَ أن يتفق العنوان مَعَ محتوى النص فِي عموما، ونشير إِلَى أَنَّ أهمية التوفيق فِي عناوين النصوص تكمن فِي فن التشخيص بإيجاز واختصار شديدين.
و. استخراج الأفكار الرئيسية الَّتِي يتناولها النص:
هِيَ حلقات ضمن الفكرة العامة الَّتِي ترمز إِلَى المعنى الكلي والإجمالي للنص المشكل للواقعة فِي طابعها العام.
وعند تحديد الأفكار الرئيسية يَجِبُ تحديد بداية الفقرة الَّتِي تتضمن كل فكرة رئيسية ونهايتها مَعَ وضع شبه عناوين لَهَا وَذَلِكَ بغرض التحكم أكثر فِي فهم النص وتقطيعه.
ثانيا: الدراسة الباطنية (التحليل الداخلي):
هَذِهِ المرحلة مهمة جدا فِي تحليل النصوص لأنها تبحث فِي العلاقات الناتجة عَنْ الأسباب والمسببات وتمكننا من معرفة خبايا وأهداف النـص الحقيقيــة وَهِيَ تبدأ بالتحليل والشرح وتنتهي إِلَى الاستنباط والاستنتاج والنقد، ولتحقيق ذَلِكَ لابد من اتباع الخطوات التالية:
أ. تحليل النص وشرحه:
وهنا توظف النقطة السَّـادِسَة من المرحلة الأُوْلَى وتعالج المواضيع الجزئية الَّتِي تشكل النص وَذَلِكَ باستعمال رصيد المَعْلُومَات الَّذِي يمتلكها الدارس.
ب. إعطاء النص أبعادا جديدة وإضافات وافية:
وَذَلِكَ يكون بأسلوب رزين وهادئ بعيد عَنْ الأسلوب الحماسي البطولي أَوْ الخطابي العاطفي لتجنب تحريف النص وتزييف التَارِيخ وَحَتَّى لَا يوظف النص لأغراض ذاتية لَا تخدم التَارِيخ فِي شيء.
ج. ضرورة التقيد بالنص:
وَذَلِكَ تجنبا للخروج عَلَى الفكرة العامة للنص الَّذِي يفقده قيمته التاريخية.
د. معايشة النص مِنْ خِلَالِ حبكة التحليل(نقد النص):
يَجِبُ أن يتصف المحلل للنص بملكة النقد والإفصاح عَنْ الرأي بعد الوقوف عِنْدَ جميع الحيثيات المكونة للنص ولذلك تعتبر هَذِهِ المرجعية صعبة جدا لِأَنَّ الدارس يصبح عِنْدَ إذن مسؤولا عَنْ الأحكام الَّتِي يصدرها بِشَأْنِ النص لِهَذَا وجب عليـه أن يبني نقده للنـص واستنتاجاتـه عَلَى أسـس علميـة ونزيهة وعليه أن يبتعد عَلَى قول شيء قَد يعلم أَنَّهُ خطأ وَأَن يقول كل مَا يعتقده بأنه صواب باعتبار مهمة النقد هِيَ التميز بَيْنَ مَا هُوَ حق وما هُوَ باطل.
ثالثا :الاستنتاج والتقييم:
بعد الانتهاء من تحليل النص عَلَى الدارس أن يخرج بجملة من النتائج والتقييمات الَّتِي يحبذ أن ترتب فِي شكل نقاط توصل إِلَيْهَا بعد عملية التمحيص والمقارنة مَعَ الأحداث المعاصرة والواقع المعاش والغرض من ذَلِكَ هُوَ بث روح جديدة فِي النص وإضافة طابع الحركية التاريخية عَلَى شكل قيم ومبادئ وحقائق حَتَّى نصبغ عَلَى الماضي جوا من الحقيقة ونجعل من التاريـخ طابعـا للوضـوح والإحيـاء وكــل ذَلِكَ يوظــف فـي بعـث الماضـي وإحيائـه والوقوف عِنْدَ محاسنه وعيوبه والتحكم فِي بناء الحياة الحاضرة الخالية من القضايا الشائكة الَّتِي تعصف باستقرار الأمم والشعوب وبقاء الحضارات.
3-العوامل المساعدة عَلَى تحليل الوثيقة التاريخية:
إن تجسيد الخطوات السابقة عِنْدَ معالجة أي وثيقة تاريخية لَا يمكن تحقيقه إلَّا إِذَا توفرت عوامل أُخْرَى مساعدة ذَلِكَ لِأَنَّ الوثيقة التاريخية تبقى صامتة غير مفيدة مَا لَمْ تفكك رموزها وتترجم بأسلوب بسيط يسلط الأضواء عَلَى الجوانب الخفية فِيهَا وَمِنْ بَيْنَ العوامل الَّتِي تبسط مضمونها جملة من الشــروط لَا بُدَّ مِنْ توفرها فِي دارس الوثيقة ليتمكن من التَعَامُل مَعَهَا والاستفادة مِنْهَا وَمِنْ بينها مايلي:
1.ضرورة الإلمام بالفترة التاريخية المراد دراستها: ومعنى هَذَا أن يكون للدارس رصيد من المَعْلُومَات يساعده عَلَى رصد الحقائق ومعالجتها معالجة نزيهة وموضوعية، ويتحقق ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ القراءة المستفيضة للمادة التاريخية.
2. اكتساب القدرة عَلَى التحليل واستنباط المَعْلُومَات ومقارنة الأحداث والتركيز عِنْدَ المعالجة دون الاعتماد عَلَى الأسلوب الوصفي والسرد الأدبي.
3. معرفة اللغة معرفة جيدة: وَذَلِكَ يتوقف عَلَى تحكم الدارس فِي اللغة و إلمامه بفنونها حَتَّى يحيط بالأبعاد الَّتِي يرمي إِلَيْهَا النص المراد تحليله.
4.دراسة علم الآثار والحفريات: لما لَهَا من صلة وثيقة بالتاريخ.
5. التعرف عَلَى قراءة الحروف القديمة: لقراءة المخطوطات والنقوش الَّتِي تعود إِلَى حضارات ضاربة فِي أعماق التَارِيخ البشري.
6. الإِطِّلَاع عَلَى المدارس الأدبية: معرفة مراحل تطورها والوقوف عِنْدَ أغراضها نظرا لصلة التَارِيخ بالأدب فِي كثير من الحالات سَوَاء تعلق الأمر بالدراسات النثرية أَوْ القصائد الشعرية، كَمَا نرى ذَلِكَ فِي تَارِيخ الجزائر مِنْ خِلَالِ مقالات الشيخ البشير الإبراهيمي وقصائد الشاعر محمد العيد آل خليفة و غيرهما.
4-أهمية تحليل النصوص التاريخية:
نستخلص من تحليل النصوص التاريخية جملة من الفوائد نذكر مِنْهَا:
1. اكتساب معارف نجهلها و تدعيم و تعميق فهمنا للمعارف الَّتِي اكتسبناها.
2. التعود عَلَى المحاكمة العادلة فِي تفسيرنا للأحداث التاريخية الموضوعية.
3. التعرف عَلَى صيرورة التَارِيخ و حوادثه عبر عصور مختلفة وَالَّتِي لَا يمكن ملاحظتها مباشرة فِي الحاضر إلَّا ببعث هَذَا الماضي و دراسة حيثياته حَسَبَ تعبير المؤرخ الفرنسي « ميشلي ».
4. يولد النص فِي نفوسنا الرغبة و حركة القيام ببعض الأعمال المفيدة لقضايا مجتمعنا و تخليصه من خطاياه العديدة المتكررة.
5. التعرف عَلَى الوسائل والكيفيات الَّتِي استعملت فِي زمانه وَهِيَ عادة مَا تكون معقدة ومبهمة مقارنة بعصرنا الحاضر ولفهمه يَجِبُ تحليل الشروط الَّتِي أوجدتها إِذْ لَا توجد حوادث منعزلة لذاتها بَلْ هِيَ حوادث تؤلف قضايا حَسَبَ مفهوم توينبي للتاريخ.
6. توقيـف الفكـر ونقلـه من التصديـق العامـي إِلَى التعـود عَلَى النزاهـة والأخذ بمبدأ الشك و النسبية والحد من الانسياق وراء ضجيـج الأفكــار والقناعة بالحدث بعد التمحيص والتحليل.
7. وَفِي الختام لعل أكبر أهمية لتحليل النصوص التاريخية تكمن فِي اعتبارها وسائل كفيلة بمعرفة الحدث التاريخي والاستفادة من الماضي لبناء المستقبل.
5-منهجية تحليل نص تاريخي:
ينقسم شرح النصوص وتحليلها إِلَى ثلاثة أقسام رئيسية: التقديم ـ التحليل ـ التعليق والتركيب
أولا:تَقْدِيم النص:
أ.نوعية النص:
ليس الوقوف عِنْدَ نوعية النص كأول عنصر من عناصر التقديم أمرا اعتباطيا بَلْ هُوَ أساسي لاستخلاص وَبِكُلِّ دقة باقي عناصر التقديم. فمن خِلَالَ تحديد نوعية النص يتحدد صاحب النص وتتم الإجابة عَنْ إشكالية العلاقة بَيْنَ صاحب المصدر الَّذِي أخذ مِنْهُ النص. فما هِيَ الطريقة الَّتِي نحدد بِهَا نوعية النص؟.
لَا يُمْكِنُنَا البدء فِي تَطْبِيق منهجية التحليل مَا لَمْ نقرأ النص قراءة متأنية لَا نبغي من ورائها تحديد المضامين، فَهَذَا أمر نؤجله للتحليل،وإنما الوقوف عِنْدَ العناصر المحددة لنوعية النص،وَتَتَجَلَّى أهمية هَذِهِ المرحلة فِي كونها توجه انتباه الدارس إِلَى بعض الملاحظات المنهجية الضرورية لتحليل النصوص ونقدها والتعليق عَلَيْهَا،فكل نوع من النصوص لَهُ جوانبه من القوة والضعف، والنصوص التاريخية أنواع متعددة لَا يمكن حصرها وإنما سنعطي بعض الأمثلة عَنْهَا: النصوص المقتطفة من كتب ـ الوثائق ـ مراسلات شخصية ـ سجلات تجارية….
ب. صاحب النص:
إن تحديد نوعية النص تساهم إِلَى حد بعيد فِي التعرف عَلَى صاحب النص، حَيْتُ لَا نستحضر إلَّا المُعْطَيات الدقيقة الَّتِي تَهُمُّ صاحب النص وتفيد فِي فهم النص وفك رموزه، وإن أول مَا نركز عَلَيْهِ مِنْ خِلَالِ الوقوف عَلَى صاحب النص هُوَ تحديد الفترة الزمنية الَّتِي عاش فِيهَا إِذْ أن لذلك ارتباط وثيق بِبَاقِي عناصر التحليل، سَوَاء تعلق الأمر بالإطار التاريخي للنص أَوْ تعلق بتحديد صِّحَة أحداث النص وصحة نسبة النص لصاحبه، ونلجأ فِي البحث عَنْ هَذِهِ المَعْلُومَات إِلَى كتب الأعلام والموسوعات البشرية وكتب التراجم والسيرة الذاتية، عَلَى أننا نتوخى الإيجاز والتركيز والانتقاء الممنهج للمعلومات المتعلقة بصاحب النص مِنْ خِلَالِ:
*لتعريف بقيمته العلمية والفكرية.
*استحضار الخلفية الفكرية وانتماءاته المذهبية والوقوف عَلَى مقدار اتصاله بالموضوع المعالج فِي النص.
ج.الظروف التاريخية للنص/السياق التاريخي:
تَتَجَلَّى فائدة التعرف عَلَى تَارِيخ النص، فِي تحديد الفارق الزمني بَيْنَ وقت كتابة النص ووقت وقوع الأحداث الواردة فِيهِ،واستحضار الظرفية التاريخية الَّتِي يدور فِيهَا موضوع النص وَذَلِكَ لتسهيل عملية تحليل النص، وإدراك معانيه، والمطلوب هُنَا هُوَ التدقيق فِي أمرين أساسيين والتمييز بينهما:
1ـ تَارِيخ كتابة النص، 2 ـ تَارِيخ أحداث النص.
وبذلك يكون السياق التاريخي للنص هُوَ التمهيد الضروري لِفَهْمِ النص فهما صحيحا.
د.مصدر النص:
نقف أَمَامَ حالتين متمايزتين هُمَا:
أـ الحالة الَّتِي يكون فِيهَا المصدر الَّذِي ورد فِيهِ النص هُوَ نفسه المصدر الأصلي للنص، أي أن صاحب النص هُوَ نفسه صاحب المصدر، ونقوم هُنَا بالتعريف بالمصدر تعريفا مستفيضا لِأَنَّ التعريف بِهِ والتعرف عَلَى محتوياته ومنهجه ومنطقه سيفيد لَا محالة فِي فهم هَذَا الجزء الَّذِي هُوَ النص.
ب ـ الحالة الثَّـانِيَة الَّتِي يكون فِيهَا المصدر المشار إِلَيْهِ لمؤلف آخر غير صاحب النص الَّذِي تمَّ التعرف عَلَيْهِ قبلا، وهنا نعود إِلَى نوعية النص، فَإِذَا كَانَ النص كلا مستقلا فَإِنَّ التعريف بالمصدر الَّذِي ورد فِيهِ وبصاحبه أمر ثانوي، أَمَّا إِذَا مَا أدرج النص ضمن المصدر كاستشهاد موضوع بَيْنَ قوسين أَوْ مرسل فَإِنَّهُ لَا يعبر عَنْ رأي صاحبه فحسب بَلْ وعن رأي الَّذِي استشهد بِهِ أيضًا وَالبِتَّالِي وجب الوقوف عِنْدَ صاحب المصدر والمصدر، إِذَا مَا رأينا أن الأمر سيفيد فِي فهم النص.
ثانيا:التحليل التاريخي للنص:
ويرمي إِلَى إدراك معنى النص، وتفسيره، وللوصول إِلَى ذَلِكَ نبدأ بالنقطة التالية:
أ.تقسيم النص:
ينقسم النص بطبيعته إِلَى عدة فقرات،يَضُمُّ مجموعة من الأفكار المتناسقة، تدور حول فكرة النص الرئيسية، فالنص مركب يَجِبُ تفكيكه إِلَى أجزاء تدرس عَلَى حدة، فهو بناء لَهُ تصميمه الواضح، فمحلل النص وجب عَلَيْهِ الكشف عَنْ هَذَا التصميم وإبرازه بصورة واضحة ودقيقة.
ب. شرح المفردات الواردة فِي النص:
نفصل فِيهِ الحديث عَنْ كل من الأعلام والتواريخ والمواقع الجغرافية والعبارات والإشارات الواردة فِي النص، لِأَنَّ تدقيق هَذِهِ المرحلة يمكن من فهم أفكار النص والانتقال لباقي مراحل التحليل.
ج.الفكرة العامة للنص:
يَعْتَمِدُ استخراج الفكرة الرئيسية استقراء جميع الفقرات، وتقدم الفكرة الرئيسية فِي جملة دالة عَلَى محتوى النص، وشروط الفكرة الرئيسية ثلاث هِيَ: الوضوح والشمولية والاختصار.
ثالثا: التعليق عَلَى النص:
ترمي هَذِهِ الخطوة إِلَى التَأَكُّد من الخطاب الوارد فِي النص مِنْ خِلَالِ:
* انتقاد المَعْلُومَات الواردة فِي النص واثبات مَدَى صحتها أَوْ زيفها بناءً عَلَى الرصيد المعرفي حول نفس الموضوع.
* الكشف عَنْ خلفيات صاحب النص واتجاهه الفكري والأيديولوجي/المذهبي وقيمته العلمية.
وينبني التعليق عَلَى مبدأ الشك بالمعطيات الَّتِي أوردها النص، وَذَلِكَ انطلاقا من نقطتين أساسيتين:
أ.صِّحَة نسبة النص إِلَى صاحبه:
البحث فِي مَدَى معاصرة الكاتب للأحداث و مَدَى مطابقة الأفكار والايديولوجية الواردة فِي النص مَعَ أفكار الكاتب.
ب. صِّحَة المحتوى:
تَهْدِفُ هَذِهِ المرحلة إِلَى التَأَكُّد من محتوى النص، وتتم مناقشته بطرح تساؤلات حول مَا ورد فِيهِ من معلومات، و مقارنتها مَعَ مَا ورد فِي مصادر أَوْ مراجع أُخْرَى(مراجع، مقالات، رسائل تخرج،…).
ج.الأهمية التاريخية للنص:
تتفاوت النصوص التاريخية من حَيْتُ الأهمية، فَإِذَا كَانَ النص يخبرنا عَنْ أحداث كَانَ لَهَا تأثير قوي فِي التَارِيخ، فانه يكتسي أهمية خاصة، ويثير قضايا جديدة ذات أهمية كبرى فِي التأريخ للمرحلة الَّتِي يتحدث عَنْهَا النص(التميز والسبق والانفراد…).
رابعا:التركيب/الخلاصة: ترمي هَذِهِ الخطوة إِلَى استخراج بعض الاستنتاجات وإبداء بعض الملاحظات المتعلقة بالنص، وصياغة خلاصة تركيبية أستحضر فِيهَا موقفي الشخصي من النص انطلاقا من دراسة مقارنة بَيْنَ مَا جاء فِي النص ومصادر أُخْرَى تحدثت عَنْ نفس الوقائع والقضايا التاريخية.