ﻧﺷﺄة اﻹﺷﻬﺎر وﺗطورﻩ‪

 ﻧﺷﺄة اﻹﺷﻬﺎر وﺗطورﻩ‪:‬‬

‫ﯾﻌد اﻹﺷﻬﺎر ﻧﺷﺎطا ﻗدﯾﻣﺎ ﻗدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪ ،‬ﯾﻣﺗد ﺗﺎرﯾﺧﻪ إﻟﻰ‬ ‫ﺑداﯾﺗﻬﺎ ﻛﺄﺣد اﻟﺳﺑل اﻟﺗﻲ ﻟﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑداﺋﻲ )اﻷول( ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ‬ﻣﻧذ اﻟﻌﺻور اﻷوﻟﻰ اﻟﻘدﯾﻣﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ ﻟﻶﺧرﯾن ﺑﻬدف إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت‬ ‫اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗﻼﺋم ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﺻر‪.‬‬

‫وﻗد ﻋرف اﻹﺷﻬﺎر ﻋﻧد اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻫﻠﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳوق ﻋﻛﺎظ اﻟذي ﻛﺎن‬ ‫ﯾﻌد اﻛﺑر ﺗﺟﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدي وﺛﻘﺎﻓﻲ وﻓﻧﻲ ﻟﻠﻌرب آﻧذاك‪ ،‬وﺗدل ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷواﻫد‬ ‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻹﺷﻬﺎر ﻋرف ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻋﻧد اﻵﺷورﯾﯾن‬ واﻟروﻣﺎن‪ ،‬واﻟﺑﺎﺑﻠﯾﯾن واﻟﻔﯾﻧﯾﻘﯾﯾن ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟوﺳﺎﺋل واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻋﺻر‬ ‫وﻟﻛل ﺣﺿﺎرة‪ .‬وأﻛﺑر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻫﻲ اﻟرﺳوم اﻟﻣﻧﻘوﺷﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﺑد واﻟﺻﺧور‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠن وﺗﺳﺟل ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻫﺎ وﻓﻧوﻧﻬﺎ وأﻧﺷطﺗﻬﺎ‪…‬ﻓﺎﻟرﺳوم‬ ‫واﻟﻧﻘوش اﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت وذات طاﺑﻊ وهدف إﻋﻼﻣﻲ‬ إﺧﺑﺎري‪ ،‬أَوْ ﺗﺳﺟﯾﻠﻲ‪ ،‬ﻟﺟﺎ إﻟﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﻣن ﻓﻧون اﻟرﺳم واﻟﻧﻘش‬ واﻟﻧﺣت‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ اﻗرب إﻟﻰ اﻹﺷﻬﺎرات اﻟﺗﺳﺟﯾﻠﯾﺔ اﻟوﺛﺎﺋﻘﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺛم ﻣر‬ ‫اﻹﺷﻬﺎر ﺑﻣراﺣل ﻓرﻋﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬ﻗﺑل أن ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﺻورﺗﻪ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣﻧﺎداة اﻟﺗﻲ‬ ﺷﺎﻋت ﻛﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ واﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺷوارع‬  ‫واﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻟوﺳطﻰ‪ .‬وأﺻﺑﺣت ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﺣرﻓﺔ أَوْ ﻣﻬﻧﺔ‬ ‫ﻟﻺﺷﻬﺎر ﻋن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻟﻣﻧﺎدﯾن اﻟﻣرﺧص ﻟﻬم ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف‬

‫اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ‪ 400‬ﻣيلادي ‪.‬‬

‫وﺑﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎداة ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﺳﺗﺧدام اﻹﺷﺎرات و اﻟرﻣوز وذﻟك راﺟﻊ ﻟزﯾﺎدة‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻷﻣﯾﺔ و ﻋدم اﻟﻘراءة ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺗﺷرة ﺑﯾن اﻟﺷﻌوب ‪،‬وﻣﺎزﻟﻧﺎ‬ ‫ﻟﺣد اﻵن ﻧﺟد اﻟﺣذاء اﻟﺧﺷﺑﻲ رمزا ﻟﺻﺎﻧﻊ اﻷﺣذﯾﺔ واﻟﺛﻌﺑﺎن و اﻟﻛﺄس رمزا ﻟﻠﺻﯾدﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛم ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻛﺗوب اﻟذي ﻻ ﯾزال ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺑوﻣﺑﺎي‬ ‫وﻫرﻛﻼﻧﯾوم وﻓﻲ اﻟﻣﺗﺣف اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﺗﺗواﺟد رﻗﻌﺔ ﺑردي اﻛﺗﺷﻔت ﻓﻲ ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻣدﯾﻧﺔ طﯾﺑﺔ‬ ‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﯾﻌود ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث آﻻف ﺳﻧﺔ ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺷﻬﺎر ﻣن طرف أﺣد‬ ‫ﻣﻼك اﻷرض ﯾﻌرض ﻓﯾﻪ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﻣن ﯾرد ﻟﻪ ﻋﺑدا ﻫرب ﻣﻧﻪ‪ .‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺷﺑﯾﻬﻪ‬

‫ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﺈﺷﻬﺎرات اﻟﻣﻔﻘودﯾن وﺗطورت وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل وﺗﻧوﻋت وﺧﺿﻌت ﻷطوار‬ ﻣﺗﻌددة ﺣﺗﻰ ظﻬور اﻟﻣطﺑﻌﺔ ﺑﻔﺿل ﺟوﺗﻧﺑرغ ﻓﻲ ‪ 1452‬وﻣﺛﻠت ﺑذﻟك اﻧطﻼﻗﺔ‬ ﻟﻸﺷﻛﺎل اﻷوﻟﻰ ﻟﻺﺷﻬﺎر ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣطﺑوﻋﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺣدﯾث ﻓﻘد ظﻬر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻛﺗﺎﻟوﺟﺎت‬ ‫ﯾرﺳﻠﻬﺎ اﻟﻣﻌﻠﻧون إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد ﻟﻠﺗﻌرﯾف ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻣﻧﻬم اﻟوراﻗون وﻣﻧﺗﺟو‬ ‫اﻟﺣﺑوب‪ ،‬ﻓﻧﺷﺄت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣراﺳﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن ‪ 19‬وﻣﻊ‬ ﻧﻬﺎﯾﺔ ذات اﻟﻘرن ﺑدأت ظﺎﻫرة اﻹﺷﻬﺎر ﺗﺗوﺳﻊ إﻟﻰ ﻣﯾﺎدﯾن أﺧرى ﻛﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟطﺑﯾﺔ‬

‫واﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﺑظﻬور أول أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻌﻠﺑﺎت‪.‬‬

‫وﻣﻊ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻓﺗﺢ ﻋﻬد ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺷﻬﺎر‪ ،‬ﻓﺗﻘدم وﺗطور‬ ‫اﻹﺑداع اﻟﺗﻘﻧﻲ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻛﻬرﺑﺎء‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺳﻣﺣت ﺑظﻬور اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ .‬وﻗد‬ ‫اﺳﺗﺧدم اﻟرادﯾو ﻛوﺳﯾﻠﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ ‪،‬ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ظﻬور اﻻﺧﺗراع ﺳﻧﺔ ‪ ،1920‬وطرﺣﻪ‬ ﺑﺎﻷﺳواق وﻫذا ﻣﺎ أَدَّى إﻟﻰ ظﻬور و ﺗطور ﻧوع ﺟدﯾد ﻣن اﻹﺷﻬﺎر ﻫو اﻹﺷﻬﺎر‬ اﻟﻣﺳﻣوع ‪.‬‬

‫واﻣﺗدت ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ ﻻﻧﺗﺷﺎرﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ‪ 1941‬وﺧﻼل اﻟرﺑﻊ اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن وﺻل‬ ‫اﻹﺷﻬﺎر إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل وأﺻﺑﺢ ﻋﺎﻣﻼ ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻊ‬ ‫اﺷﺗداد ﻣوﺟﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻛﺎن ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻓﻲ أوج ﺗوﺳﻌﻪ‬

‫وﻗد ﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑدﺧول ﻣﻔﺎﻫﯾم وﺗﻘﻧﯾﺎت ووﺳطﺎء ﺟدد ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓظﻬر ﻣﺎ‬ ‫ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟوﻛﺎﻻت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻣﻣﺎ أﺗﺎح ﻓرﺻﺔ أﻛﺑر ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و اﻻﺑﺗﻛﺎر‬ ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟودة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج اﻹﺷﻬﺎري ﺷﻛﻼ وﻣﺿﻣوﻧﺎ‪ ،‬وظﻬور اﻷﻓﻛﺎر‬ واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺟدﯾدة و اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﯾﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻣن ﻣﺣررﯾن وﻣﺻﻣﻣﯾن‬

‫وﻣﻧﻔذﯾن ﺣﯾث اﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻗﺑول أﻫﻣﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر و ﺿرورﺗﻪ ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن‬ ‫ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﺟﺎﻻت اﻷﻧﺷطﺔ ‪،‬وﻟﻌل اﻟﺗطور اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل وﺗﻌددﻫﺎ أﺳﻬم‬ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطور اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺷﻬﺎري ﺣﯾث ﺻﺎر اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر ﯾﺻل إﻟﻰ‬ ﺟﻣﺎﻫﯾرﻩ و ﻗطﺎﻋﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪ .‬وﻛذﻟك دﺧول اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻧﻛﺑوﺗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬ ‫”اﻧﺗرﻧت” واﻟﺗﻲ أﺣدث ﺛورة ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻹﺷﻬﺎر ﺣﯾث ظﻬر أﺳﻠوب ﺟدﯾد ﻓﻲ‬ ‫اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ وﻫو اﻟرﻋﺎﯾﺔ ‪ sponsoring ‬ﻣﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن‬ ‫ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﻣﺳﺎﺣﺎت داﺧل اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ‬ اﻟوﺳﺎﺋل ﯾﻘﺗﺻر ﺑﺛﻪ ﻛﻔﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﺑراﻣﺞ ‪.‬‬

‫وﻟﻌل ظﻬور اﻹﺷﻬﺎر ﺑﻣظﻬرﻩ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺈﻧﺷﺎء‬ ‫اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻹﺷﻬﺎر ‪ ، A.N.E.P‬ﺣﯾث أﺳﻧدت إﻟﯾﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻬﺎم اﻻﺗﺻﺎل‬ واﻹﺷﻬﺎر آﻧذاك‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﯾدان اﻟﺣﯾوي و اﻟﺣﺳﺎس‪ ،‬إﻟﻰ إن‬ ‫ﺗم إﻗرار اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺳﻣﺢ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ إﻧﺷﺎء وﻛﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر‪ ،‬وﻗد‬

‫ﺗﺄﺳﺳت اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻹﺷﻬﺎر ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم‪ 67-279 :‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪20 :‬‬ دﯾﺳﻣﺑر ‪. 1967‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل و اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أَدَّتْ إﻟﻰ ﺑروز اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر ﻛﻣﺎ‬ ﺗوﻓرت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗطوﯾرﻩ ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌدﯾد‬ ﻣن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗطورات‪ ،‬و ﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫ ارﺗﻔﺎع اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وازدﯾﺎد ﻣﻌدل اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻣﺎ أَدَّى إﻟﻰ ﺿرورة ﺗﻧﺷﯾط اﻷﺳواق‬‫ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة‬

‫ ظﻬور أﻋداد ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﺳواق اﻟﻛﺑﯾرة ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﺗﺻﺎل‬‫اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أﻣر ﯾﺻﻌب ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺷﻬﺎر ‪.‬‬

‫ اﺳﺗﻣرار اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد وﻫو ﻣﺎ أَدَّى إﻟﻰ ﺿرورة وﺿﻊ‬‫ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ و إﺷﻬﺎرﯾﺔ و ﺗروﯾﺟﯾﺔ ‪.‬‬

‫ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻔردي اﻟﻣﺗﺎح ﻟﻺﻧﻔﺎق وﻫو ﻣﺎ أَدَّى إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻬﻼك”‪.‬‬‫

 زﯾﺎدة اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻪ ﻣﻣﺎ أَدَّى إﻟﻰ ﺗﻐﯾر اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻹﺷﻬﺎر‬‫ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﻼﺗﺻﺎل واﻹﻋﻼم ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻧوع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻹﺷﻬﺎر اﻷداة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻓﻲ‬

‫ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳوﯾق ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ‪.‬‬

‫ ﺗﻌﻣق اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺧدﻣﯾﺔ و ﺗوﺳﻌﻬﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ و ﻣﺣﻠﯾﺎ ‪.‬‬‫‪ -‬زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣﺗﺎﺟر واﻷﺳواق ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺳوﺑرﻣﺎرﻛﺎت ‪.‬‬

 

عَنْ الموقع

المدونة Taa3lim.com هِيَ الموقع الإِِلِكْترُونِي الأول فِي المنطقة. مهمته مُوَاكَبَة كل المستجدات والأحداث التربويـــة وفق رؤية إعلامية مهنية تتوخى خلق فضاء تعلــيمي مهني متفتح الآفاق يهدف إِلَى النهوض بالمجال التربـــوي عَلَى مُسْتَوَى الجهة ،فِي شكله الحالي و الانفتاح عَلَى المُسْتَوَى العام فِي إِطَارِ أنشطته المستقبلية
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا edu-alz

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *