الصحافة الفرنسية .. زيدان هو السبب في فرار مزدوجي الجنسية للعب مع الجزائر

الصحافة الفرنسية .. زيدان هو السبب في فرار مزدوجي الجنسية للعب مع الجزائر

اعتبرت تقارير اعلامية فرنسية عدم تولي زيدان تدريب الديكة مِنْ أَهَمِّ الأسباب الَّتِي جعلت اللاعبين مزدوجي الجنسية يختارون الجزائر بَدَلًا مِن منتخب فرنسا .

شكلت اختيارات العديد من لاعبي مزدوجي الجنسية حول اللعب الدَّوْلِي بَيْنَ قميص المنتخب الوطني الجزائري ونظيره الفرنسي وتفضيلهم مؤخرا قميص “الخضر”.

مفاجأة فِي نظر المتتبعين بالنظر لمواقف جل هَؤُلَاءِ اللاعبين وغيرهم فِي السنوات الماضية وَالَّتِي كَانَ يسودها الكثير من الحياد والصمت، لتؤكد فرضية بقاء المدرب ديشامب عَلَى رأس العارضة الفنية للديوك.

أَنَّهَا كَانَت كلمة السر الَّتِي قلبت كل المُعْطَيات والحسابات فِي صراع الجزائر وفرنسا عَلَى أبرز المواهب الصاعدة فِي سماء الدوري الفرنسي.

بقاء ديشامب جعل المغتربين ينفرون سريعا من منتخب “الديكة”ولعل بقاء ديشامب مَعَ المنتخب الفرنسي لغاية مونديال 2026 قَد بخر أحلام الكثير من لاعبي مزدوجي الجنسية الجزائريين اللَّذِينَ أدركوا أن أخذهم لفرصتهم الكاملة مستقبلا مَعَ المنتخب الفرنسي الأول سيكون رهانا معقدا جدا.

إِذْ يعرفون جَيِّدًا سوابق هَذَا التقني وعقليته الصعبة وحساسيته تجاه كل مَا هُوَ عربي، وَهُوَ مَا فرض حالة من النفور لَدَى لاعبي المهجر الناشطين فِي فرنسا، إِذْ أدركوا أن مستقبلهم سيكون أفضل وأميز بكثير مَعَ الخضر.تجربته مَعَ بن زيمة وتهميشه للأسماء العربية ليس بريئا

ويعلم يقينا لاعبو مزدوجي الجنسية فِي فرنسا أن تجارب المدرب ديشامب مَعَ اللاعبين العرب وَخَاصَّةً كريم بن زيمة الَّتِي كَانَ يعتبر قدوة الجيل الحالي من المواهب الصاعدة فِي فرنسا من مزدوجي الجنسية، تؤكد بوضوح أن المغامرة بانتظار منتخب فرنسا الأول ستكون انتحارية وَقَد يتكرر مَعَهم مَا حدث فِي السنتين الماضيتين مَعَ حسام عوار الَّذِي تلاعب بِهِ ديشامب.

كَمَا يشاء وحرمه من ارتداء قميص منتخب فرنسا بعد استدعاء واحد فَقَطْ، مَا كَانَ سيتسبب فِي غياب عوار عَنْ مونديال قطر لو تأهل إِلَيْهِ الخضر، ولأن ديشامب استبعد تقريبا مُنْذُ إشرافه عَلَى تدريب “الديكة” خيار اللاعبين العرب وَخَاصَّةً مِنْهُمْ الجزائريين، فمن الطبيعي جدا أن يفكر أكثر من مرة رفقاء أمين غويري فِي خيارهم الدَّوْلِي.

عدة أسماء انتظرت قدوم زيدان لتحقق حلم إعادة إنجازه مَعَ فرنسا

ويرى الكثيرين أن العديد من الأَسْمَاء الَّتِي كَانَ لَهَا الخيار فِي اللعب بَيْنَ المنتخب الوطني الجزائري أَوْ المنتخب الفرنسي، فضلت الصمت والرد بدبلوماسية حول هَذَا الملف فِي أخر السنوات عَلَى اعتبار أَنَّهَا كَانَت تأمل أن يرحل التقني ديشامب مباشرة بعد مونديال 2022 بقطر، فِيمَا كَانَ الجميع ينتظر وصول الأسطورة زيدان لتدريب “الديكة” بناء عَلَى اتفاقية سابقة بينه وبين الاتحادية الفرنسية لكرة القدم، إلَّا أن المُعْطَيات تغيرت كليا فِي الأسابيع الأخيرة، بَعْدَمَا قرر ديشامب البقاء عَلَى رأس الطاقم الفني للمنتخب الفرنسي، وبذلك تبخر حلم العديد من اللاعبين المغتربين اللَّذِينَ كانوا يأملون أن يسهل زيدان التحاقهم بالمنتخب الفرنسي الأول حَتَّى يكرروا مَا فعله هَذَا الأَخِير من إنجازات مَعَ “الديكة”.

كل المُعْطَيات انقلبت رأسا عَلَى عقب فِي الأسابيع الأخيرةولاشك أن المُعْطَيات فِي الأسابيع الأخيرة لَمْ تجري كَمَا كَانَ يشتهيه العديد من اللاعبين اللَّذِينَ فضلوا التزام الصمت أَوْ كانوا يميلون أكثر للعب مَعَ المنتخب الفرنسي فِي صورة الثلاثي ماكسيم لوبيز، حسام عوار وأمين غويري، وهذا مَا حرك بسرعة كبيرة عجلة اتصالات “الفاف” بلاعبي مزدوجي الجنسية وجعلها تختزل بعض العقبات الَّتِي كَانَت موجودة أمامها فِي السنوات والأشهر الأخيرة، إِذْ باتت تقريبا جل المُعْطَيات فِي صالح الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.فرصة العمر لضم المزيد من المواهب الصاعدة فِي فرنسا

وبالنظر لأخر المُعْطَيات والمستجدات ونفور جل المغتربين من المدرب ديشامب وإدراكهم بصعوبة فرض أَنْفُسَهُمْ مستقبلا مَعَ المنتخب الفرنسي الأول، ينبغي عَلَى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبالتنسيق مَعَ الناخب الوطني مواصلة الضرب فِي صمت وخطف المزيد من المواهب الصاعدة من خريجي مدارس التكوين الفرنسية .

وهذا فِي ظل عقم المدرسة المحلية فِي السنوات الأخيرة عَنْ إنجاب لاعبين بمستوى عالي، خُصُوصًا وَأَن فرنسا أصبحت حاليا رائدة فِي العالم فِي تكوين اللاعبين الموهوبين والاستفادة من بعض أبناء الجزائر فِي المهجر، سيخدم كَثِيرًا الخضر فِي تحقيق أهداف رياضية أكبر فِي السنوات المقبلة.

الدوافع موجودة مسبقا ومونديال قطر زكاها أكثر

وبالحديث عَنْ المُعْطَيات الَّتِي ساعدت الفاف كَثِيرًا لإقناع لاعبي مزدوجي الجنسية فِي الأسابيع الأخيرة، ينبغي الإشارة أن الدوافع عِنْدَ هَؤُلَاءِ اللاعبين كَانَت حاضرة من الأساس بِمَا أن غالبية هَؤُلَاءِ اللاعبين يميلون عاطفيا للجزائر ولو تمَّ إسناد الأمر لخيار القلب لاختاروا الجزائر بأعين مغمضة

إلَّا أن العديد مِنْهُمْ أيضًا كَانَ متردد ويميل للمنتخب الفرنسي لأسباب رياضية محضة، بدليل أَنَّهُ حَتَّى كريم بن زيمة وَأَكَّدَ مرارا أَنَّهُ اختار فرنسا لأسباب رياضية وقلبه كَانَ مَعَ الجزائر، وبالإضافة لِهَذِهِ الدوافع الَّتِي ينبغي الاستثمار فِيهَا، يَجِبُ الإشارة أيضًا أن تقلص الهوى بَيْنَ المنتخبات العالمية ومنتخبات الصف الثاني فِي السنوات الأخيرة بدليل نَتَائِج مونديال قطر الَّذِي عرف هزات عنيفة ووصول منتخبات متوسطة لأدوار متقدمة عَلَى غرار مَا فعله المنتخب المغربي الَّذِي بلغ بسهولة المربع الذهبي، جعل العديد من اللاعبين يدركون أن حلم لعب الأدوار الأُوْلَى فِي المونديال لَا يقتصر فَقَطْ مَعَ المنتخب الفرنسي، بَلْ يمكن تحقيقه ع الخضر.

حَتَّى بلماضي اقتنع بِضَرُورَةِ تَغْيير عقليته وإحداث ثورة فِي التعداد

وَمِنْ بَيْنَ الأسباب الجوهرية الإيجابية الَّتِي قلبت المُعْطَيات وحركت مِلَفّ لاعبي مزدوجي الجنسية مؤخرا، هُوَ تَغْيير الناخب الوطني جمال بلماضي بِشَكْل جذري لفلسفة عمله وطريقة تفكيره، إِذْ شدد مرارا عَلَى ضرورة الاحتفاظ بنفس المجموعة بحجة الاستقرار الفني.

ورفض تقريبا لتواصل مَعَ اللاعبين الناشطين فِي أوروبا لأسباب مختلفة، إلَّا أن الإخفاقات الأخيرة للخضر، وتجارب منتخبات إفريقية أُخْرَى تألقت مؤخرا بفضل خريجي مدارس تكوين فرنسا، جعلت الناخب الوطني يقتنع تماما بِضَرُورَةِ تَغْيير عقليته وإحداث ثورة فِي تعداد الخضر، وَمِنْ بوادر ذَلِكَ التحاق لاعبين جدد بأعداد معتبرة هَذِهِ الأيام للنخبة الوَطَنِية.

تألق الخضر مستقبلا قَد يضمن أفضل العناصر قبل مونديال 2026

فِي الأَخِير، ينبغي الإشارة أن تألق المنتخب الوطني فِي الأشهر والسنوات المقبلة فِي مختلف المحافل القارية والدولية المنتظرة ومنها طبعا بلوغ مونديال 2026، مِنْ شَأْنِهِ أن يحفز العديد من اللاعبين الناشطين فِي أوروبا وَخَاصَّةً فِي فرنسا من مزدوجي الجنسية للالتحاق بالخضر، وَهُوَ الرهان الَّذِي يَجِبُ التعويل عَلَيْهِ لبناء منتخب متجدد وقادر عَلَى رفع التحدي فِي المونديال المقبل الَّذِي يعتبر تقريبا هُوَ الهدف الجوهري للفاف وجمال بلماضي عَلَى حد سَوَاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *